ألقاب الفرعون - عصر بداية الأسرات

وتلقب كل فرعون بعدة ألقاب وأسماء وصل بين نفسه عن طريقها وبين مقدسات قومه واستهدف منها أن يؤكد سلطانه الدينى والدنيوى فى حكم بلده , واستقر من هذه الأسماء والألقاب خلال عصر بداية الأسرات ثلاثة قد يختارها الفرعون على صورة واحدة أو يجعل كل إسم منها مختلفا عن الآخر , وهى الإسم الحورى (( وهو إسم كان يؤكد صلة الفرعون بالمعبود حور ويجعله وريثا له يحكم باسمه ويتجسد شخصيته ))
, والإسم النبتى (( وهو اسم كان يؤكد صلة الفرعون بالربتين الحاميتين القديمتين نخابة حامية الصعيد التى كانوا يرمزون اليها بأنثى العقاب وواجة حامية الوجه البحرى التى كانوا يرمزون اليها بحية ناهضة متأهبة )) , ثم الإسم النسوبيتى (( وهو اسم كان يؤكد صلة الفرعون بالشعارين المقدسين القديمين سو شعار مملكة الصعيد القديمة وبيت شعار مملكة الدلتا القديمة )) ويؤكد بالتالى اعتباره الوريث الشرعى لكل من المملكتين القديمتين صاحبتى الشعارين , وأدى تعدد اسماء الملوك والقابهم الى صعوبة تعيين تتابعهم وصعوبة التثبت من شخصياتهم عن يقين , فقد تحتفظ قائمة من قوائم الملوك بأسمائهم الحورية وحدها وتذكرهم قائمة أخرى بأسمائهم النبتية وحدها بينما تهتم الآثار القائمة بذكر أسمائهم النيسوبيتية أكثر من غيرها وتشتد هذه الصعوبة فى بداية الأسرات بالذات نظرا لقدمه وقلة الآثار المتبقية منه .

واعتمد الإشراف الإدارى خلال هذا العصر على بضع طوائف من كبار الموظفين تداخلت إختصاصاتها بعضها مع بعض واعتاد أفرادها على أن يجمعوا بين أكثر من لقب واحد من ألقابها وكان منهم تبعا لأهم ألقابهم التى سجلوها على بطاقاتهم الصغيرة وعلى أختامهم ومختومات مقابرهم حملة الأختام ورجال بيت المال وحكام الأقاليم وكبار رجال البلاط ورؤساء الكتاب , وعرف العصر بيتين للمال أحدهما (( برحج بمعنى بيت الفضة أو البيت الأبيض أو بيت المال الأبيض مع تقدير أن المال بمعنى النقود لم يكن معروفا واختص بضرائب الصعيد ودخله وخرجه )) , وسمى الآخر (( بردشر أى البيت الأحمر واختص بضرائب الوجه البحرى ودخله وخرجه )) , ووجود بيتين للمال فى ذلك العصر يمكن أن يفسر بأحد فروض ثلاثة وهى : الرغبة فى تيسير الإشراف على موارد البلاد الواسعة بتوزيع مسئولية هذا الإشراف على إدارتين كبيرتين تختص إحداهما بموارد الصعيدوتختص الأخرى بموارد الوجه البحرى , أو ما يحتمل من أن ملوك العصر الأوائل حرصوا على أن يحتفظوا للوجه البحرى بشخصية إسمية ترضى أهله وتنسيهم أنهم ذابوا فى وحدة البلاد الكبيرة , ولهذا أفردوا لهم بيت مال خاص نسبوه إلى لونهم الأحمر المفضل (( لون تاجهم القديم )) , أو أن البيتين كان لهما وجودهما المستقل فعلا قبل توحيد البلاد فى عصر الأسرة الأولى فأبقى الملوك عليهما مراعاة للتقاليد التى حتمت عليهم الإحتفاظ بالتاجين والإنتساب إلى الربتين والشعارين .